نظام الافلاج العمانية Image

تمتاز سلطنة عمان بتنوع طبيعي فريد، حيث يُعتبر نظام الأفلاج العماني واحدًا من أهم التراث البيئي والزراعي الذي شكّل أساسًا لاستمرارية الحياة في هذه الأرض الفريدة. قبل نحو 4200 سنة، تعرضت المنطقة لتغيرات مناخية جذرية أثرت على واحاتها المطيرة، لكن بفضل الحاجة الملحة والإبداع البشري، نشأ نظام الأفلاج كتقنية فريدة لاستدامة الزراعة في هذا السياق الصعب.

تمثلت حاجة الإنسان العماني في تلك الفترة في ابتكار طرق حديثة لاستخدام المياه الجوفية في ري المزروعات، وتمثل ذلك في بناء قنوات وأنظمة متقدمة محلية المعرفة، وهكذا نشأ نظام الأفلاج الذي أعاد الحياة إلى الأراضي الجافة وجعلها خضراء.

يتألق نظام الأفلاج في سلطنة عمان بتنوعه، حيث يتميز بمنابعه الطبيعية المتنوعة والتضاريس الفريدة. ينبع معظم هذه الأفلاج من سفوح الجبال، تنحدر كشلالات تخترق الهضاب وتشق السهول، حاملة معها الحياة إلى الأراضي الجافة وتوفر بيئة مناسبة للنمو والتنوع البيولوجي.

وفقًا لآخر الإحصائيات، يوجد في سلطنة عمان 4112 فلجًا، وعلى الرغم من ذلك، إلا أن 3017 فلجًا فقط هي الأنشط حاليًا. تنتج هذه الأفلاج حوالي 680 مليون متر مكعب من المياه سنويًا، وتروي مساحة تقارب 17600 هكتار، ممثلة أكثر من ثلث المساحة المزروعة في السلطنة.

يمكن تصنيف الأفلاج في عمان إلى ثلاثة أنواع: العدّية والعينية والغيلية، وتشير الإحصائيات إلى أن الأفلاج الغيلية تشكل نسبة 49%، بينما تبلغ نسبة الأفلاج العينية 28%، والأفلاج العدّية 23%.

بهذا الإرث المائي الفريد، يحمل نظام الأفلاج في سلطنة عمان قصة حضارية غنية، حيث سهم في توفير أسلوب حياة ووسيلة للرزق على مر العصور، ويظل رمزًا للإبداع البشري والتكيف مع التحديات البيئية.

التعريفاتImage

  • الفلج

    الفلج هو قناة محفورة في باطن الأرض أو على سطحها تجمع المياه الجوفية، وتنقلها طبيعيًا بواسطة قوة الجاذبية دون استخدام آلات لرفعها.

  • أم الفلج

    آخر فرضة على الفلج في عكس اتجاه سريان مياهه، حيث يبدأ دخول المياه إلى قناته. يجب أن يكون منسوب المياه أعلى من الشريعة لضمان استمرارية الجريان.

  • الساعد

    فرع يساعد على زيادة كمية المياه داخل القناة الرئيسية، ويلتقي الساعد معًا عند فرضة تسمى "فرضة ملتقى السواعد".

  • الفرضة

    فتحة رأسية تصل بين قناة الفلج المغطاة تحت الأرض وسطح الأرض، تستخدم لعمليات التنظيف والصيانة والإصلاح.

  • الفلج العدّي

    الفلج الذي يستمد مياهه على عمق كبير من سطح الأرض ويستمر تدفقه بشكل طبيعي.

  • الفلج العيني

    الفلج الذي يستمد مياهه من ينبوع أو عين طبيعية، ويسمى عينياً إذا كان يحتوي على ساعد عيني.

  • الفلج الغيلي

    الفلج الذي يستمد مياهه من غيول الأودية أو من المياه السطحية على سطح الأرض أو تحت السطحية بالقرب من سطح الأرض.

  • وكيل الفلج

    الشخص المسؤول عن إدارة الفلج وتوزيع مياهه وصيانته، ويعتبر وكيلاً شرعيًا متى ما أحضر وكالة رسمية معتمدة.

التنظيم الإداري للفلج في عمانImage

تشتمل إدارة الأفلاج الكبيرة في عمان على العديد من المسئولين والعاملين، وتتضمن:

  • المدير (الوكيل): يدير الفلج ويُعتبر المدير التنفيذي له. يقوم بتقسيم الماء والإنفاق من ميزانية الفلج ويحل النزاعات بين المزارعين ويدير الحالات الطارئة.
  • المساعدين (العرفاء): يخدمان قنوات الفلج والسواقي. يتبعون توجيهات الوكيل ويديرون البيادير.
  • القابض أو أمين الدفتر: ينظم الدخل القادم إلى الفلج من أسهم الماء والأرض والمحاصيل. يسجل التقارير السنوية ويتبع تعليمات الوكيل.
  • البيادير: مزارعون بأجر معلوم يقتطع أجرهم من الغلة.

يتولى الوكيل المسؤولية الكاملة للفلج، حيث يُعتبر المدير التنفيذي للفلج. يدير الأمور اليومية ويقسم الماء ويدير الميزانية ويتعامل مع النزاعات والحالات الطارئة.

يُشرف العرفاء على العمليات اليومية للفلج، ويُمكن أن يكون أحدهم مسؤولًا عن توقيت الري في المزارع. أما دور القابض (أمين الدفتر)، فيتضمن تنظيم الدخل وتجديد دفتر الفلج وتقديم تقارير سنوية لمالكي الفلج.

يتم استئجار بعض الأجزاء من ماء الأفلاج بشكل دوري، إما في فترات قصيرة أو مرة واحدة في السنة، ويُعرف هذا بالمزيودة.

يُختار مالكو الفلج وكيل الفلج، الذي يكون عادة من مواطني القرية ويجب أن يكون لديه شخصية محترمة وصادقة ومهارات تنظيمية واجتماعية قوية.

في حالة وجود نزاعات، يتم تشكيل لجنة تدقيق من قبل مالكي الفلج للتحقق من حسابات الفلج النقدية.

دور وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه

(قطاع موارد المياه) Image

تلعب الموارد المائية بسلطنة عمان دوراً حيوياً هاماً لكونها مصدراً أساسياً طبيعياً بالغ الأهمية، لذلك من الضروري إدراك أهميتها وفوائدها البيئية، إلى جانب إدراك الأنظمة البيئية الطبيعية التي تعتمد عليها، ولكونها منهجاً متكاملاً لا بد من ضمان توافرها للأجيال القادمة بالكمية والجودة المناسبة، ولتحقيق ذلك تعمل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه على تعزيز الوفرة المائية من خلال إنشاء السدود بأنواعها وكذلك تأهيل وصيانة الأفلاج والمنشآت المائية وتطوير منظومة مراقبة الموارد المائية، وكما تسعى الوزارة إلى إيجاد مصادر مائية غير تقليدية من خلال التوسع في إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثيا وفق معايير الجودة المعتمدة لمثل هذه المشاريع.

أولت الوزارة الأفلاج القدر من الاهتمام وتفعيل آلية الحفاظ وذلك من خلال:

  • العمل بالتشريعات والقوانين المستمدة من قانون حماية الثروة المائية، ولائحة تنظيم الآبار والافلاج، من أجل حمايتها من التعدي عليها وحماية مصادرها المائية للبقاء على ديمومة الفلج وجريانه.
  • إعداد وتنفيذ خطط تنمية و تطوير و صيانة الأفلاج و العيون المائية.
  • إجراء الدراسات المتعلقة بالأفلاج و العيون المائية و الآبار المساعدة.
  • إدارة وتنمية مواقع الأفلاج المدرجة بقائمة التراث العالمي.
  • جمع البيانات المتعلقة بالأفلاج و العيون الآبار المساعدة.

مشروع حصر الأفلاج Image

أولت الوزارة الأفلاج القدر من الاهتمام، فالفلج في البيئة العمانية يمثل المصدر المائي الرئيسي لكثير من المجتمعات يسد احتياجاتهم المائية لجميع الأغراض الزراعية وسقي الحيوانات والاستخدامات المنزلية الأخرى.

نظراً لأهمية مشروع حصر الأفلاج وأهمية البيانات المتعلقة بها فقد أولت الوزارة هذا المشروع جل اهتمامها وسخرت له كل الإمكانيات لنجاحه وتحقيق الأهداف التي نفذ من أجله

الأهداف

يهدف مشروع حصر الأفلاج إلى استحداث قاعدة بيانات موثوقة للأفلاج بالسلطنة، وهذه القاعدة للبيانات تشمل الآتي:

  • مواقع أمهات الأفلاج وأعماقها ومعالم الفلج الأخرى وتحديد نوع المصدر.
  • مسارات السواعد ومواقع الفرض وأعماقها.
  • معدل تدفق الأفلاج.
  • بيانات عن نوعية المياه (الملوحة، درجة الحموضة، درجة الحرارة).
  • بيانات عن مساحة منطقة الاحتياج الكلية والمساحة المزروعة.

بدأ مشروع حصر الافلاج بدايته الفعلية في مارس من عام ۱۹۹۷ م وانتهت عمليات الحصر الميدانية في يونيو من عام ١٩٩٨م.